ذكرى مذبحة مسلمي سريبرينيتشا التى راح ضحيتها نحو 8 آلاف ملسم
حرر نسمه عادل مصر وناسهاتحل اليوم السبت، الذكرى 25 على المذبحة التي صدمت العالم وراح ضحيتها نحو 8 آلاف مسلم في مدينة سريبرينيتشا بدولة البوسنة والهرسك على أيدي القوات الصربية من مارس 1992 حتى نوفمبر 1995 والتي تعتبر من أبشع الجرائم في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية.
اتشحت عائلات ضحايا المذبحة بالسواد في ذكرى هذا اليوم في سريبرينيتشا أمام توابيت لتسعة ضحايا تم التعرف عليهم حديثًا والمقرر دفنهم في مقبرة على شكل زهرة بالقرب من المدينة بجانب مقابر لـــ 6643 ضحية أخرى، في حين ما زالت 1000 ضحية أخرى منذ حرب البوسنة حتى الآن في عداد المفقودين.
وأعرب اليوم قادة العالم عن حزنهم تجاه ضحايا هذه المذبحة عبر الإنترنت، غير قادرين على الحضور بسبب وباء فيروس كورونا.
وانخفض عدد الزوار الذين يحضرون كل عام لإحياء ذكرى الإبادة الجماعية حيث جاء بضعة آلاف فقط اليوم السبت، بدلًا من عشرات الآلاف في الأعوام السابقة بعد أن حظر المنظمون الزيارات الكبيرة، حسبما أفادت وكالة رويترز الإخبارية.
اقرأ أيضاً
- أبناء حنان ترك الخمسة .. وأزواجها .. احدهم قاتل والأخر اتهـم بالشذوذ ومات بالسجن
- إصابة أميتاب باتشان ونجله بفيروس كورونا
- أميتاب باتشان و أصابتة بفيروس كورونا
- نادي الصيد .. يمنح أسرة الشهيد المنسي العضوية الفخرية
- أحمد صلاح حسني .. في عيد ميلاده
- إحالة نقيب أطباء الأسنان للتأديب لامتناعه عن العمل
- الأرصاد تحذر .. ارتفاع درجات الحرارة غدا الاحد 12/7/2020
- الزمالك يكشف حقيقة التفاوض مع رمضان صبحي
- سعر الدولار اليوم 11/7/2020
- مجلس الأمن يرفض نقل المساعدات إلى سوريا
- غلق ”شاطئ الموت” بعد غرق 11 شخصا ”شاطئ النخيل”
- الإسكان تطرح .. لأول مرة 2200 شقة بالتمويل العقاري (3 مشروعات)
بداية المذبحة
في 11 يوليو 1995، هاجمت القوات الصربية بقيادة الجنرال راتكو ملاديتش مدينة سريبرينيتشا، والتي كانت محمية من قبل جنود حفظ السلام الهولنديين.
وقامت القوات الصربية بفصل النساء والأطفال عن الرجال ونقلوهم إلى الأراضي التي يسيطر عليها الجيش الصربي وتم قتل الرجال والأولاد، بينما أُلقي القبض على من حاولوا الفرار عبر الغابة وأُعدموا، وألقيت جثثهم في مقابر جماعية، وقام محققو الأمم المتحدة باستخراجها بعد ذلك واستُخدمت كدليل في محاكمة جرائم الحرب لزعماء صرب البوسنة.
وقال وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو: "نحزن مع العائلات التي تسعى بلا كلل إلى تحقيق العدالة في جريمة قتل فيها 8000 شخص بريء، بعد كل هذه السنوات".
إحياء ذكرى المذبحة
قامت منظمة غير حكومية تدعى "البديل الشرقي" في بلدة براتوناك القريبة، بتحديد 11 يوليو من كل عام "يوم تحرير سربرينيتشا" لإحياء ذكرى الإبادة الجماعية في مدينة سريبرينيتشا.
وقال سيفيك دزافروفيتش، رئيس البوسنة والهرسك، خلال إحياء الذكرى 25 للمذبحة "لا يمكن أن تكون هناك ثقة طالما أننا نشهد هجمات على الحقيقة وإنكار الإبادة الجماعية وتمجيد المنفذين واحتفالهم بهم".
إنكار المذبحة
مجزرة سريبرينيتسا هي الفصل الوحيد في النزاع البوسني الذي اعتبره القضاء الدولي إبادة، لكن القادة السياسيين لصرب البوسنة يقللون من خطورته، ويرفض العضو الصربي في الرئاسة الجماعية للبوسنة ميلوراد دوديك صفة "الإبادة" ويتحدث عن "أسطورة".
وقال العضو البوسني المسلم في الرئاسة البوسنية شفيق جافيروفيتش أمس الجمعة، "نصرّ بلا تهاون على الحقيقة، على العدالة وعلى ضرورة محاكمة كل الذين ارتكبوا هذه الجريمة".
وأضاف جافيروفيتش خلال حضوره صلاة جماعية في مركز النصب التذكاري "سنكافح كل الذين ينكرون الإبادة ويمجدون مرتكبيها".
من جهته، قال بكر عزت بيغوفيتش، رئيس حزب العمل الديموقراطي ونجل الزعيم البوسني إبان النزاع علي عزت بيجوفيتش، إن "الأسرة الدولية لم تدافع عن سريبرينيتسا قبل 25 عامًا، لكن يمكنها الدفاع عن الحقيقة التي تتعرض للتشكيك"، وفقًا لما أعلنته فرانس برس الإخبارية.
موقف المجتمع الدولي من المذبحة
تعهد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، في رسالة بالفيديو، الخميس الماضي، بمناسبة الذكرى السنوية لمذبحة سريبرينيتسا بألا ينساهم العالم أبدًا.
وقال جوتيريش: "قبل ربع قرن، خذلت الأمم المتحدة والمجتمع الدولي شعب سريبرينيتشا، وكما قال الأمين العام السابق كوفي عنان، فإن هذا الفشل "سيبقى هاجسًا يقض مضجع تاريخنا إلى الأبد"، مؤكدًا أن "مواجهة هذا الماضي خطوة حيوية نحو إعادة بناء الثقة".
الدعوى للمصالحة
دعا الرئيس الألماني فرانك-فالتر شتاينماير إلى المصالحة بمناسبة الذكرى الخامسة والعشرين لمذبحة سربرنيتشا.
وفي رسالة عبر الفيديو موجهة إلى الفعالية المركزية لإحياء ذكرى المذبحة في جمهورية البوسنة والهرسك، قال شتاينماير: "تذكر المعاناة والألم مكون محوري للمصالحة، كما أن المعالجة الجنائية للأحداث تُعَدُّ بنفس القدر من أسس هذا الأمر، لكن ليس هذا كل شيء".
وأضاف الرئيس الألماني: "يجب بناء جسور جديدة مكان القديمة التي دُمِّرَتْ، وخلق الثقة في المكان الذي ساد فيه تحريض الناس ضد بعضهم بعضًا من خلال خطاب الحرب المفعم بالكراهية، والبحث عن الحوار في المكان الذي لم تُقَلْ فيه كلمة على مدار فترة طويلة".
وأشار شتاينماير في حديثه إلى الذين يدافعون عن هذا الأمر في البوسنة والهرسك وكامل منطقة غرب البلقان، وناشد الساسة قائلاً: "بمناسبة يوم الذكرى، أتمنى للأطراف السياسية التحلي بنفس الشجاعة لكي تواجه في نهاية المطاف الإرث التاريخي، ولكي تدعم المعالجة المجتمعية (لهذه الأحداث)، فهي تُعْتَبَر إلى حد كبير شرطًا لتطور سلمي ومستقر لبلادكم وللمنطقة برمتها في الطريق نحو أوروبا" حسبما أفادت وكالات الأنباء الألمانية.