اكتشاف مصنع للنجوم بتجويف عملاق في مجرة درب التبانة
احمد علي مصر وناسهابحسب دراسة جديدة، تشكل سحابتا برسيوس وتوروس الجزيئيتان، كما يطلق عليهما، محط مراقبة منذ زمن بعيد نظرا لقربهما من الأرض، ما بين 500 و 1000 سنة ضوئية، وهي مسافة لا تُذكر على مقياس مجرتنا درب التبانة التي يزيد قطرها عن 80 ألف سنة ضوئية.
اكتشف علماء فلك في مجرة درب التبانة تجويفا عملاقا محاطا بسديمين، هما سحابتا برسيوس وتوروس، ظهرتا بعد انفجار نجم عملاق واحد على الأقل.
مصانع للنجوم
لكن الاهتمام بهما مرده أيضا إلى أنهما تؤويان مصانع للنجوم التي تشكلت بفضل مزيج الغاز الجزيئي والغبار الذي يتكون من هذه السحب. كما كان يبدو أن هذين السديمين مرتبطان بنوع من الخيوط، لكن هذه الفرضية استُبعدت لاحقا نظرا إلى المسافة التي تفصل كلا منهما عن كوكب الأرض.
مركز هارفارد للفيزياء الفلكية
وقال الباحث شموئيل بيالي من مركز هارفارد للفيزياء الفلكية ومعهد سميثسونيان لوكالة فرانس برس "المضحك في هاتين السحابتين هو أننا وجدنا أنهما مرتبطتان بشكل جيد، ليس بالطريقة المتخيلة، لكن من خلال تجويف عملاق".
اقرأ أيضاً
- ”الصحة” تسجل 692 إصابة جديدة بكورونا و27 حالة وفاة وخروج 507 متعافين
- الاتحاد الأوروبي يطالب «الفيفا» بإستشارة حقيقية حول تنظيم كأس العالم كل سنتين
- رئيس جامعة الأقصر يستقبل وفد اللجنة الثلاثية لبحث إمكانية بدء الدراسة بكلية الطب هذا العام
- عاجل| بيان هام من الحكومة بشأن العام الدراسي الجديد
- وفاة مخرج برنامج «الحياة اليوم» سامح رمضان.. «خلص شغله ومات»
- مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية يستقبل ممثلي دول الاتحاد الأوروبي بمصر
- ارتفاع جديد في معدل إصابات ووفيات كورونا.. ننشر البيان اليومي للصحة
- بيان هام من وزير الأوقاف بشأن الانتحار «المنتحر قاتل»
- بيان هام من وزير الأوقاف بشأن الانتحار
- انفجار لغم بمطار مدينة ولى بوردي الصومالي.. ادي إلي مقتل وإصابة 4 أشخاص
- لماذا تعاني النساء من آثار لقاح كورونا الجانبية أكثر من الرجال؟ دراسة توضح
- ارتفاع إصابات انفجار أسطوانة الأكسجين بعيادة طبيب بدمنهور لـ14 شخصا
هذه هي المرة الأولى التي يتمكن فيها العلماء من تصميم خريطة ثلاثية الأبعاد لمثل هذا الهيكل، يُطلق عليها اسم "بير-تاو شل"، بالاستعانة بتقنيات متقدمة للحساب والتصوير، وخصوصا خريطة للغازات الجزيئية في منطقة أوسع رُسمت باستخدام بيانات من تلسكوب "غايا" الفضائي الأوروبي.
"فقاعة فائقة"
وأوضح بيالي أنه يجب تخيل "نوع من الكرة بباطن فارغ" أو "فقاعة فائقة" يبلغ قطرها حوالي 500 سنة ضوئية (حوالي 4.7 ملايين مليار كيلومتر)، ويتشكل غلافها الخارجي جزئيا بواسطة سحابتي برسيوس وتوروس.
وقال الأستاذ المساعد في معهد ماكس بلانك الألماني عالم الفيزياء الفلكية والفيزياء تورستن إنسلين لوكالة الأنباء الفرنسية إن الجزء الداخلي من التجويف يحتوي على القليل من الغبار "لكن بكثافة منخفضة جدا مقارنة بكثافة السحب".
المعد الرئيسي شموئيل بيالي
وقد شارك إنسلين مع المعد الرئيسي شموئيل بيالي في إنجاز هذه الدراسة التي نشرت نتائجها مجلة "أستروفيزيكل جورنال ليترز". وهو أحد العلماء الذين صنعوا عامي 2019 و2020، أول خريطة ثلاثية الأبعاد لسحب الغبار على مسافة قريبة من شمسنا. وحصل ذلك بفضل بيانات "غايا" عن موقع وخصائص أكثر من خمسة ملايين نجم في هذه "الضاحية" الشمسية.
كذلك وقّعت كاثرين زوكر، وهي باحثة في مرحلة ما بعد الدكتوراه وعالمة في الفيزياء الفلكية، على دراسة ثانية حول هذا الموضوع الأربعاء لشرح كيف استخدم العلماء هذه الخريطة بشكل جيد، بمساعدة الخوارزميات التي طُورت جزئيا تحت إشرافها.
وقالت في تصريحات أوردها بيان من مركز الفيزياء الفلكية "هذه هي المرة الأولى التي يمكننا فيها استخدام مناظر حقيقية بالأبعاد الثلاثية، وليس محاكاة، لمقارنة النظرية بالملاحظة، وتقدير أيهما يعمل بشكل أفضل" لشرح من أين جاء هذا التجويف العملاق واستقرت الغيوم على سطحه.
وأوضح بيالي "نعتقد أن الأمر ناجم عن مستعر أعظم (سوبرنوفا) ، وهو انفجار ضخم دفع هذه الغازات وشكّل هذه السحب".
انفجر نجم واحد
وبحسب هذه النظرية، انفجر نجم واحد أو أكثر في نهاية مرحلة نهاية الحياة ودفع الجزء الأكبر من الغاز الذي تسبح فيه بشكل تدريجي إلى الوراء لتشكيل هذا التجويف، منذ فترة تراوح بين 6 و 22 مليون سنة.
وأضاف بيالي "نحن نلاحظ الآن التجويف في مرحلته الأخيرة، حيث تباطأ بالفعل (تمدده)، وسمح بتكوين سحابتي" برسيوس وتوروس. وهو يعتزم حاليا التركيز على المجموعات الشابة من النجوم التي تظهر هناك.
"اكتشاف الكثير من الهياكل الأخرى"
أما البروفيسور إنسلين فتوقع "اكتشاف الكثير من الهياكل الأخرى" مثل تلك الموجودة في "بير-تاو". وقال "ربما تكون هذه الفقاعة واحدة من فقاعات كثيرة"، مضيفا أنها على الرغم من حجمها، تحتل مساحة صغيرة في الخريطة الثلاثية الأبعاد التي أنتجها قسمه.