الإثنين 25 نوفمبر 2024 11:07 صـ
مصر وناسها

    رئيس مجلس الإدارة محمد مجدي صالح

    غطاطي للإطارات
    صحة

    كيف يتعامل أطباء الرعاية الحرجة مع مرضي فيروس كورونا

    مصر وناسها

    أكثر من 55 يومًا قضاها الدكتور شريف موسى، داخل مستشفى إسنا بالأقصر، رئيسًا للفريق الطبي والرعاية المركزة، بعد أن كانوا في طليعة المستشفيات التي دخلت منظومة عزل كورونا، واجه خلالها المرض حينما كان يكتنفه الكثير من الغموض، أزال مخاوفه، كسر حدة قلقه، وتعامل مع مصابي الحالات الحرجة من هم قاب قوسين أو أدنى من الرحيل.

    ومع استمرار معاناة مصر من جائحة كورونا، وتصاعد أعداد الإصابات يومياً، وحاجة الكثير من المرضى لأسرَّة رعاية وأجهزة تنفس، يبقى لأطباء الرعاية المركزة دور مهم في إنقاذ أرواح المئات يوميًا، رغم ما تعانيه المستشفيات من نقص في عدد الأطباء بشكل عام، وأطباء الرعاية الحرجة بشكل خاص، ما دفعهم لبذل الكثير من الجهد منذ بداية أزمة كورونا منتصف فبراير الماضي، والتحاقهم للعمل بمستشفيات العزل.

    واجه "شريف" في بداية عمله بالعزل مشكلة مزدوجة، ففي البداية يتعامل مع مرض جديد عليهم، فضلًا عن استقبالهم أجانب بالفوج الأول للمصابين "كنا في البداية نتعامل مع مرض لا نعرف أبعاده، حتى وزارة الصحة لم تتيح لنا بروتوكولا للعلاج"، لكنهم لم يقفوا صامدين إزاء ذلك، بل قرروا بخبرتهم إعداد "بروتوكولًا محلياً" للحالات الوافدة، والذي نجح في زيادة نسب الشفاء وتقليل معدلات الوفاة واحتاج المرضى لأجهزة التنفس الصناعي.

    كما غيّروا قليلًا من التوصيات الطبية التي وصلتهم، مثلما حدث في حالتين أو ثلاثة لأجانب بالرعاية المركزة "كانت التوصية وقتها وضعهم على جهاز تنفس صناعي كامل، وسيبهم ونصيبهم"، لكن الفريق الطبي قرر أن "يعافر معهم" بوضعهم على جهاز تحفظي ومتابعتهم على مدار الساعة "قعدنا جنب المريض 12 ساعة على الكرسي منتحركش"، وبعد 8 أيام من العلاج استعاد المرضى وعيهم، وخرجوا بعد إتمام تعافيهم "وبقوا أصدقاء لينا".

    ومع ذلك، كان الخوف يتملك طاقم الرعاية المركزة في الأيام الأولى لعملهم بالعزل "كنا خايفين ناخد العدوى، ومكنش فيه دليل واضح للحفاظ على نفسنا، ومطالبين نشتغل مع مرضى كتير"، ومن ثمَّ لجأوا للاطلاع على الأبحاث الأجنبية بشأن الوقاية من العدوى، كما كان لهذا السبب أثر في عدم اجتماعهم سوياً داخل العزل "مكناش نأكل مع بعض، كل واحد يأكل لوحده في الأوضة، ومع الوقت خدنا ثقة في نفسنا وكونّا ملاحظات عن المرض وبدأنا ناخد احتياطات أقل شوية لكنها فعالة".

    لكنهم على أية حالة لم ينقلوا شعور الخوف إلى مرضاهم "التعامل النفسي كان مهم في البداية لأن المرضى حاسين إنهم هيموتوا"، وساعدهم في ذلك إرسال وزارة الصحة طبيباً نفسياً مقيماً بكل مستشفى عزل، "حاولنا نمنع أي آثار محتملة لأن بعضهم كانت لديه دوافع انتحارية".

    الملابس الوقائية الكاملة، كانت من بين الأزمات التي واجهها شريف وزملاءه خلال عملهم بالرعاية المركزة "كنا بنقفل التكييف في الأول لأن التوصية الطبية وقتها أنه ينشر العدوى، وحرفيا بنطلع زي شعور البيضة المسلوقة"، ويتذكر ذلك اليوم الذي سقطت زميلته مغشياً عليها من شدة الحر ونقص السوائل "كنا بنقعد 8 ساعات في البدلة وكان معانا دكتورة أغمى عليها مرتين من شدة الحر والخنقة".

    لم تقتصر مهمة اطباء الرعايه بإسنا على متابعة تخصصهم فقط، إذ حدث للمرضى في الكثير من الأوقات مضاعفات أخرى بخلاف أزمات الجهاز التنفسي، وكان من الصعوبة توفير كافة التخصصات الطبية بالمستشفى في البداية، لذا اتصلوا بزملائهم من التخصصات الأخرى لمعرفة التوصية الطبية إزاء هؤلاء المرضى "خدنا منهم المعلومات وطبقناها بإيدينا زي تنفيذ جلسات الغسيل الكلوي والتعامل مع شكاوى مرضى القلب".

    ما كان يرفع من الروح المعنوية لهؤلاء الأطباء هو نسب الشفاء المرتفعة التي يُسجلها المستشفى يوميا بالمقارنة بباقي مستشفيات العزل "إحنا مش أقل من مستشفيات كتير بره، وساعات بنكون أحسن، وكنا فاكرين دا إنه استهلاك محلي"، لكنهم شعروا بذلك عندما أرسلت لهم السفارات الأجنبية بخطابات شكر نظير جهودهم في علاج مرضاهم "جالنا 52 أجنبياً، مات واحد فقط وكان رجلًا 91 سنة وتوفي في الإسعاف قبل أن يصل إلينا".

    كورونا فيروس العنايه المركزه الأطباء مستشفيات العزل بروتوكولًا محلياً الأبحاث الأجنبية اليوم السابع بلس اخبار اليوم مصروناسها