تعرف علي قصة مبروكة الزوجة البطلة

رافقها زوجها إلى غرفة العمليات، لإجراء جراحة عاجلة في المرارة، وما أن بدأت جراحتها، تركها الزوج ، وذهب للزواج من امراة أخرى، كانت تعمل «حارسة عقار» في العقار المقابل لهما، فبعد زواج دام 30 عاماً، انتهى بوثيقة هجر حصلت عليها «مبروكة» بحكم من المحكمة بعد هجر زوجها لها لمدة 8 سنوات.

داخل شارع سليم الأول في منطقة حدائق الزيتون، تفترش مبروك عبدالحميد صاحبة الـ 65 عاماً، أحد الأرصفة وتبيع أحزمة من الخضار، ورغم أن صحتها متدهورة وجسدها هزيل وضعيف، لكنها تقاوم من أجل أبنائها الاثنين «هدى صاحبة الـ 25 عاماً، ومصطفى 16 عاماً»، وتحكي «مبروكة»: «جوزي سابني وحتى مسألش فيا وأنا في العمليات دخلني المستشفى وخرجت لاقيته مش جنبي ومن ساعتها مجاش ولا حس ولا خبر ولا بيسأل في ولاده وعرفت أنه راح اتجوز واحدة كانت شغالة بوابة في العمارة اللي قدامنا أصل إحنا كمان كنا بنحرس في عمارة وعايشين في أوضة في بير السلم فيها وبعد ما هجرني أنا ولاوده سبت الشغل في العمارة لأن حالتي الصحية على قدها».

وبنبرة حزينة وعيون باكية قالت «مبروكة» في تصريح لـ «الوطن»: «بعد جواز 30 سنة شايلة من على الأرض شيل وبخدم فيه وبساعده سابني وحتى من غير وداع من غير ما يشوف أم عياله حصلها إيه في العمليات مش يمكن كنت أموت والعيال تتيتم وميكونش لهم لا أم ولا أب.. معندوش قلب،» واضطرت «مبروكة» بعد أن استعادت جزءا من صحتها نزلت إلى العمل وقامت ببيع الخضار في السوق: «عندي بنت وولد لازم أربيهم وجوزي لسه على وش الدنيا مامتش ومش بيبعت فلوس وبياخد معاش لأنه عدى الـ 65 سنة».

ولدى «مبروكة» 4 أبناء آخرين، ولكن لا تعرف لهم أي طريق وهم «نجلاء وإيمان وجابر وطارق» وهؤلاء قام أهل زوجها السابق بأخذهم عنوة: «اتجوزت أول مرة وكنت صغيرة وجبت 4 عيال ورا بعض وبعد ما جوزي مات خدوهم مني وقالوا لي روحي اتجوزي انتي لسه صغيرة ومعرفش أي حاجة عن عيالي دول ولا يعرفوا أمهم ولا يعرفوا إن ليهم أخوات في الدنيا عشان يقفوا جنب بعض حتى».