الهند..وفاة 300عامل بالهند ليس من الوباء ولكن جراء الأغلاق العام
حرر سامح إسماعيل مصر وناسهاكان ذلك في اليوم الـ 62 للإغلاق العام في الهند، عندما اُلتقطت صور لطفل صغير وهو يحاول إيقاظ والدته التي كانت ملقاة على أطراف السكة الحديد بلا حراك، في محطة قطارات في مدينة "مظفر بور" بولاية بهار الشرقية.
كانت إعلانات وصول القطارات ومغادرتها تصدح عبر مكبرات الصوت في المحطة طوال الوقت.
لم يكن الطفل الصغير يعلم أن والدته قد فارقت الحياة، كان يمشي ذهاباً وإياباً نحو جسدها المغطى ببطانية، ويحاول سحبها ووضع رأسه تحتها.
بعد ذلك بيومين، انتشرت هذه الصور المؤلمة وتم تداولها على نطاق واسع عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
اقرأ أيضاً
- السعودية..بعد أرتفاع عدد الإصابات..تعلق الصلاة في المساجد
- هل المصريين..هم من يكتشفون علاج كورونا
- الأنبا باخوم يبحث مع كهنة الإسكندرية الإجراءات اللاحترازية عند فتح الكنائس
- إصابة نائب القليوبية حسين عشماوي بكورونا
- نقابة المحامين : تعلن إصابة 4 حالات بالنقابة بكورونا و 9 حالات اشتباه ولا يوجد حالات وفاة
- مستشار وزيرة الصحة يعلن الإصابة بكورونا
- نقابة الاطباء .. تنعي الشهيدة الدكتورة نيرمين جلال بعد إصابتها بڤيروس كورونا
- الصحة : قام فريق من أطباء مستشفي ناصر العام ببني سويف بإجراء أول ولادة قيصرية لمريضة مصابة بفيروس كورونا المستجد... بالصور
- نقابة الأطباء..تخاطب الصحة بخصوص أجازات رعاية الطفل للطبيبات
- السيسي..مصر مستعده في المشاركة في التجارب السريرية للوصول للقاح كورونا
- وفاة أول طفلة بفيروس كورونا بكفر الشيخ
- وفاة نائب رئيس جامعة أسيوط بكورونا
وتم التعرف على المرأة المتوفاة، وتدعى أربينا خاتون، وتبلغ من العمر 23 عاماً، وكانت تعمل بأجرة يومية في مدينة أحمد آباد، حيث تسافر مع طفليها الصغيرين وبعض الأقارب في قطار خاص للعمال المهاجرين يومياً، متجه إلى ولاية بهار التي تبعد 1800 كيلو متر عن قريتها.
وقال أخو زوجها، ويدعى وزير، لبي بي سي إنها "توفيت فجأة في القطار".
وأضاف: "لقد تناولنا وجبة طعام واحدة فقط منذ بدء رحلتنا، وكنا نتغذى على البسكويت ورقائق البطاطس للبقاء على قيد الحياة".
وأكمل: "كان الماء ساخناً جداً بحيث لا يمكن شربه، لذلك انتهى بنا الأمر إلى شراء المزيد من الماء عدة مرات".
ووفقاً لتقارير وسائل الإعلام المحلية، فقد توفيت أربينا جراء الجوع الشديد والجفاف، تماماً مثل العديد من العمال المهاجرين الآخرين الذين عانوا من آثار الإغلاق العام وماتوا بسببه.
لكن السلطات المحلية قالت إنها ماتت بسبب مرض كانت تعاني منه من قبل.
وأربينا خاتون هي واحدة من بين أكثر من 300 عامل مهاجر من الذين لقوا حتفهم منذ بدء الإغلاق العام في الهند في 25 مارس/آذار الماضي، بحسب الأرقام الصادرة حتى تاريخ 26 مايو/أيار.
وكان معظمهم يتدافعون للعودة إلى منازلهم بعد أن فقدوا وظائفهم بين ليلة وضحاها.
المشي تحت أشعة الشمس المحرقة
تمتلئ شوارع المدن الهندية بالعمال غير الرسميين الذين يعتمدون في معيشتهم على الأجور اليومية.
Image captionترك آلاف البشر المدن خلال تفشي الوباء
ويشكل هؤلاء العمود الفقري لاقتصاد المدينة الكبيرة، ويعملون في بناء المنازل والطهي والخدمة في مطاعم تقديم الوجبات السريعة، وحلاقة الشعر في الصالونات، وصناعة السيارات وصيانة المراحيض والصرف الصحي وتوزيع الصحف.
ويحاول معظم العمال غير الرسميين الذين يقدر عددهم بنحو 100 مليون، الهروب من واقع الفقر الذي يرزحون تحته.
وغالباً ما يعيشون في مساكن مزرية لكنهم يتطلعون لتحسين أوضاعهم. إلا أن عشرات الآلاف منهم وجدوا أنفسهم فجأة من دون وظائف أو مصدر دخل بعد الإغلاق الأولي في البلاد. فباتوا يعتمدون على المساعدات الغذائية المقدمة من الحكومات أو الجمعيات الخيرية، كما اضطر آخرون إلى التسول.
لم تكن هناك أي قطارات أو حافلات لنقلهم إلى منازلهم، فتحولوا إلى لاجئين بين ليلة وضحاها.
بدأ الرجال والنساء والأطفال رحلاتهم للعودة سيراً على الأقدام. وقال معظمهم إن أموالهم نفدت وكان جل ما يخشونه هو الجوع.
كانوا يحملون أمتعتهم البائسة التي عادة ما تتكون من بعض الطعام والماء والملابس، في أكياس قماش رخيصة، أما الشباب فغالباَ ما يحملون حقائب على الظهر. وعندما كان الأطفال يتعبون من المشي، يحملهم آباؤهم على أكتافهم.
وساروا أياما وليالٍ تحت أشعة الشمس الحارقة و تحت النجوم. وكانوا يقاومون الجوع والتعب تحدوهم، على ما يبدو، إرادة جماعية للعودة إلى ديارهم.
ويقولون إن العودة إلى قراهم ستضمن حصولهم على الطعام والراحة التي توفرها أسرهم.
"على الأقل سأحظى برؤية أطفالي"
كان لالو رام ياداف (55 عاماً)، من بين الأشخاص الذين تحولوا إلى لاجئين بسبب الإغلاق العام، وكان يعمل كحارس أمن في مدينة مومباي لمدة 12 ساعة في اليوم، وعلى مدى ستة أيام في الأسبوع.
Image captionأراد لالو رام ياداف العودة لقضاء الوقت مع عائلته وأطفاله
وكان يقابل ابن عمه، أجاي كومار، في أيام الآحاد، ويسعدون بالحديث عن ذكريات قريته التي غادرها قبل عقد من الزمن بحثاً عن فرصة حياة أفضل لزوجته وأطفاله الستة. بيد أن كل ذلك العمل الشاق تلاشى إلى الحد الأدنى بمجرد بدء الإغلاق، ونفدت مُدخرات كليهما بسرعة. فاتصل لالو بأسرته ليخبرهم بعودتهما إلى المنزل، على الأقل ستوفر له العودة خيار أن يقضي بعض الوقت مع أطفاله.
كان عليه أن يجد طريقه إلى منطقة "الله آباد" في ولاية "أوتار باراديش"، التي تبعد حوالي 1400 كيلومتر.
وطلب سائقو الشاحنات منهم أسعارا مرتفعة ثمناً للرحلة، لذلك قاموا بتوضيب أكياس صغيرة من الطعام وبدأوا بالرحلة سيراً على الأقدام برفقة أربعة أصدقاء لهما.
وقطعوا مسافة 400 كيلومتر تقريبا في أول 48 ساعة، وركبوا السيارات أحياناً عندما كانوا يصادفونها، لكن الرحلة كانت شاقة أكثر مما تخيلوا.