ذكرى العاشر من رمضان | «البحرية المصرية» معركة عظيمة حققت فيها انتصارًا مبهرًا
حرر احمد خليل خط بارليف مصر وناسهاخاضت مصر معركة عظيمة حققت فيها انتصارًا مبهرًا ماحيًا كبوة يونيو ١٩٦٧، لقد أنهت حرب العاشر من رمضان أسطورة الجيش الإسرائيلي الذي لا يُقهر، وكانت بداية الانكسار للعسكرية الإسرائيلية، ومن ثم سيظل هذا اليوم العظيم، العاشر من رمضان مصدر مجد وفخر يحيط بقامة العسكرية المصرية على مر التاريخ، ووسامًا على صدر كل مسلم وعربي، وشفيعًا للشهداء الأبرار الذين ضحوا بأرواحهم ودمائهم من أجل الزود عن الوطن.
خط بارليف
قبل 48 عامًا تمكنت القوات المصرية في تحطيم "خط بارليف" الذي كان جبلًا من الرمال والأتربة، يمتد بطول قناة السويس في نحو (١٦٠) كيلومترًا من بورسعيد شمالًا وحتى السويس جنوبًا، ويتركز على الضفة الشرقية للقناة، هذا الجبل الترابي الذي طالما افتخرت به القيادة الإسرائيلية لمناعته وشدته، كان أكبر العقبات التي واجهت القوات المسلحة المصرية في عملية العبور والانتصار، وقد خاض الجيش المصري البطل تلك المعركة، وهو يعلم أنها معركة مصير، لأن هزيمته تعني سيادة إسرائيل على المنطقة كلها.
وعلى مدار سنوات الصراع مع إسرائيل حققت القوات البحرية المصرية بطولات وانتصارات أسهمت في إعادة الثقة والروح للمقاتل والشعب المصري ومن أبرز وأهم هذه البطولات إغراق المدمرة إيلات عقب نكسة ١٩٦٧ الأمر الذي أعاد الثقة في تحقيق النصر ورفع الروح المعنوية للجيش والشعب ولم يقتصر الأمر على إغراق المدمرة إيلات فقد قامت القوات البحرية بتنفيذ قائمة طويلة من العمليات حتى داخل المياه الإسرائيلية وفي عمق موانئها.
القوات البحرية المصرية
اقرأ أيضاً
- قناة السويس تستقبل أكبر سفينة صب جاف لشحن 60 ألف طن كلينكر |بالصور
- بالصورة_ تداول أنباء جديدة حول تعطل وجنوح سفينة للمرة الثانية ” بقناة السويس ”
- ربيع: قناة السويس تشهد عبور 84 سفينة بحمولات صافية 5.3 مليون طن
- وزيرة الصحة تشهد تطعيم المرشدين بقناة السويس بلقاح فيروس كورونا
- رئيس هيئة قناة السويس يلتقي بوزيرة الصحة ويوجه الشكر لها
- ربيع: ”قناة السويس آمنة وستظل المرفق الملاحي الأهم عالمياً بسواعد رجالها”
- رئيس هيئة قناة السويس لن نتحدث عن تعويضات السفينه الجانحه قبل انتهاء التحقيقات الجارية
- ربيع:” قناة السويس تعمل بكامل طاقتها وعلى مدار الساعة”
- ”الشريف وعابد ”علي رأس وفد برلماني يزور قناة السويس لتحية المسؤولين والعاملين وبحث سبل دعم الهيئة
- الفريق مهاب مميش: أزمة السفينة الجانحة منحت قناة السويس سمعة رائعة
- رئيس هيئة قناة السويس يعلن عن خطة تطوير أسطول الكراكات
- عاجل الرئيس السيسي يتوجه لقناة السويس اليوم ويزور هيئة التدريب البحري والمحاكاه
وقد لعبت القوات البحرية المصرية دوراً محورياً في تحقيق نصر أكتوبر حيث كانت هناك مهام عديدة ملقاة على عاتقها واستطاعت تحقيقها بنجاح ومنها معاونة أعمال قتال الجيوش الميدانية في سيناء سواء بالنيران أو بحماية جانب القوات البرية المتقدمة بمحاذاة الساحل.
كما قامت بتنفيذ المعاونة بالإبرار البحري لعناصر القوات الخاصة على الساحل الشمالي لسيناء، وسيطرت على مضيق باب المندب وباشرت حق الزيارة والتفتيش واعتراض السفن التجارية ومنعها من الوصول إلى ميناء إيلات الإسرائيلي، مما أفقد الميناء قيمته وتم تعطيله عن العمل تماماً، ومن ثم حرمان إسرائيل من جميع إمداداتها عن طريق البحر الأحمر.
وكذلك قامت القوات البحرية المصرية بتنفيذ مهمة التعرض لخطوط المواصلات البحرية الإسرائيلية في البحر المتوسط والأحمر بكفاءة تامة، وعلى أعماق بعيدة، مما أدى إلى تحقيق أثار عسكرية واقتصادية ومعنوية على إسرائيل وقواتها المسلحة.
ونفذت القوات البحرية المصرية إغارة بالنيران على الموانئ والمراسي والأهداف الساحلية بإسرائيل بتسديد ضربات بالصواريخ والمدفعية ضدها بأسلوب متطور اعتمد على خفة الحركة وسرعة المناورة مع توفير قوة نيران عالية، فيما وفرت تأمين النطاق التعبوي للقواعد البحرية في البحرين الأحمر والمتوسط و كان له أكبر الأثر الفاعل في إحباط جميع محاولات العدو للتدخل ضد قواتنا البحرية العاملة على المحاور الساحلية ، وساعد على استمرار خطوط المواصلات البحرية من و إلى الموانئ المصرية دون أي تأثير وطوال فترة العمليات.
واعتبارا من يوم 27 سبتمبر 1973 بدأت خمسون قطعة بحرية مصرية انتشارها فوق مياه البحرين المتوسط و الأحمر، كما وصلت مجموعة بحرية مكونة من المدمرات والفرقاطات والغواصات إلى مضيق باب المندب بحجة مساندة اليمن الجنوبية، ومع بدأ العمليات في السادس من أكتوبر تم إعلان البحر الأحمر عند خط 21 شمالاً، منطقة عمليات و تمكنت البحرية المصرية خلال الفترة من 6 أكتوبر حتى 21 أكتوبر 1973 من اعتراض 200 سفينة محايدة و معادية، إلا أن ناقلة بترول إسرائيلية لم تمتثل لتعليمات البحرية المصرية بالابتعاد عن الخط الشمالي المار بين مدينة جدة السعودية وبور سودان السودانية لأنها منطقة عمليات، فقامت الغواصات المصرية باعتراضها وإغراقها بالطوربيدات، فتوقفت الملاحة نهائياً منذ يوم 7 أكتوبر في البحر الأحمر.
وقامت وحدات بث الألغام البحرية بإغلاق مدخل خليج السويس، كما هاجمت الضفادع البشرية منطقة بلاعيم و دمرت حفاراً ضخماً، فيما تم قصف منطقة رأس سدر على خليج السويس بالصواريخ، لتصاب عمليات شحن البترول في خليج السويس إلى ميناء إيلات بالشلل التام، حيث كان الهدف الإستراتيجي للقوات البحرية هو حرمان إسرائيل وقواتها المسلحة من البترول المسلوب من الآبار المصرية في خليج السويس والبترول المستورد من إيران و الذي يصل إلى 18 مليون برميل سنوياً.
ونجحت القوات البحرية في السيطرة على مسرح العمليات البحرية بامتداد 1600 كيلومتر على السواحل المصرية و400 كم على سواحل فلسطين المحتلة وسيناء لتؤمن أجناب الجيش المصري الذي يخوض معركة التحرير في سيناء و تحيط به مساحات مائية هائلة من الشمال والجنوب.
وكان الحصار البحري الذي فرضته القوات البحرية على باب المندب، وبالتالي حصار ميناء إيلات الإسرائيلي على البحر الأحمر حتى فبراير عام ١٩٧٤، نموذجًا لعمليات الحصار البحري غير التقليدية والمتعارف عليها في الشكل المباشر القريب.