الجمعة 22 نوفمبر 2024 12:07 مـ
مصر وناسها

    رئيس مجلس الإدارة محمد مجدي صالح

    غطاطي للإطارات
    المنوعات

    المنافسة شرسة.. الرجال يقتحمون مهنة ”الرقص الشرقي” شاهد

    رقص شرقي
    رقص شرقي

    اذا كانت الحركة هى الأساس.. فالجسد ليس هو المهم”. من هنا تبدأ القصة.. قصة رجال أصبحوا ينافسون النساء، فى مهنة ذات شأن نسائى وهى “الرقص البلدى”، أو كما يُعرف بـ “الرقص الشرقى”.

    وذلك، دون أن يشعروا بالخجل، معلنين تمردهم على التقاليد العامة للمجتمعات الشرقية، التى ربطت المثلية الجنسية، بكل رجل يمتهن “الرقص الشرقى”.

    الرجال يقتحمون مهنة الرقص الشرقى:

    قد يكون اقتحام الرجال لمهنة الرقص الشرقى، أمرًا مثيرا للدهشة، فدائما عندما نسمع كلمة “الرقص الشرقى”، يأتى سريعًا فى أذهاننا صورة بدلة الرقص المثيرة والاكسسوارات اللامعة والخلخال فى القدم، مع وجه سامية جمال أو تحية كاريوكا.

    الرقص الشرقى لدى الرجال اصبحت مهنة منتشرة مؤخرا فى كثير من المجتمعات العربية

    لكن فى الواقع أصبح عدد الرجال الذين يمارسون الرقص الشرقى يزداد بشكل ملحوظ.

    يتسائل الراقص المصرى “خليل خليل، فى إحدى حواراته الإعلامية، قائًلا :”الرقص فن. ولا أعتقد أنه يوجد أي نوع من الفنون حكرًا على النساء.. فلماذا تقبلونه من النساء، ولا تقبلوه من الرجال؟”.

    وعلى الرغم، من أن بعض الرجال يرقصون في حفلات الزفاف، رقص شرقى، من أجل قضاء وقت سعيد مع أحبابهم. وعلى الرغم، من تفاعل ضيوف هذا الحفل، مع هذه المشاهد الراقصة، إلا أنه يظل امتهانهم لمهنة الرقص الشرقى، من المحرمات فى المجتمعات الشرقية.

    كيف سجل التاريخ “الرقص الشرقى عند الرجال”؟

    تاريخيًا، الرقص الشرقى عند الرجال، عرفته الحضارة المصرية القديمة، ولكن كان مجرد رمزًا طقسيًا، بحركات تشبه الفلكور.

    ولكن ازدهر “الرقص الشرقى”، عند الرجال فى العصر العثمانى، عندما كان الرجال فى بلاط السلطان، يُفضلون رقص الشباب، كما هو موثق فى الرسوم الجدارية العثمانية.

    الاثار العثمانية التى أظهرت رجال يرقصون الرقص الشرقى

    الرقص الشرقى لدى الرجال فى مصر :

    أيضًا، وفقًا لما ذكره المستشرق البريطاني، “إدوارد لين”، في كتابه “أخلاق المصريين المعاصرين وعاداتهم”، فقد أوضح أن رقص الرجال، كان أمرًا شائعًا قديمًا.

    ولفت “لين”، إلى أن سكان القاهرة، كانوا يفضلون مشاهدة الرجال وهم يرقصون. لإيمانهم فى ذلك الوقت، أنه لا يمكن للنساء أن يرقصن أمام جموع من الرجال. مشيرًا إلى، حدوث تغُير فى الثقافة المصرية، وبدأ الراقصون من الرجال بالاختفاء تدريجيًا.

    أهم مدربى الرقص الشرقى فى مصر:

    بالرغم من ذلك، عرفت مصر أهم مدربي ومصممي الرقص الشرقى من الذكور، مثل: مؤسس فرقة رضا للفنون الشعبية محمود رضا، وإبراهيم عاكف و ظاظا، وغيرهم ممن قاموا بتدريب أهم الراقصات الشرقيات، مثل: نجوى فؤاد، وفيفي عبده، ولوسى، ودينا.

    رجال رقصوا شرقى فى السينما المصرية القديمة:

    عندما تنظر الى السينما المصرية قديمًا، ستجد مشاهد كثيرة، ظهر فيها الكثير من مشاهير السينما المصرية، يرقصون رقص شرقى.

    على سبيل المثال:

    الدنجوان رشدى أباظة: فى فيلم الزوجة رقم 13، وهو يرقص على موسيقى “زينة” لمحمد عبد الوهاب، عندما قام بربط وشاح على خصره ويرقص بالعصا، فى مشهد لا يزال عالقًا فى أذهان الكثيرين من شدة روعته.

    أيضًا، الفنان سمير غانم: برع فى رقصه على أغنية “كيكى”، التى غنتها “سعاد حسنى”، فى فيلم “أميرة حبى أنا”، حتى وإن كان المشهد يبدو كوميديًا، إلا أن “غانم”، قام بحركات رقص شرقى بحرفية، استطاع فيها تحويل مشهد رقص إلى أداء تمثيلي راقي خفيف الظل.

    وفي مصر، ذاع صيت “خليل خليل”، الذي ولِد عام 1987، في الأرجنتين والمقيم حاليًا في القاهرة.

    تعلم خليل، الرقصات الشعبية والفلكور المصرى واللبنانى، واستقر فى النهاية على امتهان الرقص الشرقي، وأصبح يسافر في شتى أنحاء العالم، لاستعراض ما يقدمه من فن.

    الراقص المصرى خليل خليل يرى أن الرقص الشرقى فن ولا يوجد ما يمنعه من مزاولة هذا الفن

    هناك أيضًا رجال مصريين، حققوا نجاحًا على الصعيد الدولي في مجال الرقص الشرقي للرجال، أمثال تيتو سيف، وطارق سلطان، وحاتم حمدي، ولكن جميعهم لم يعودوا مقيمين في مصر.

    الراقص المصرى تيتو سيف

    أما في لبنان:

    بدأت مسيرة الرجال في الرقص الشرقى، في ستينيات القرن الماضي، ثم اتسعت تدريجياً وانحسرت بفعل الحرب الأهلية. وتشهد لبنان الان ومنذ فترة طويلة، عودة امتهان الرجال للرقص الشرقى. على سبيل المثال: الراقص الشرقي “الكسندر بولكفيتش”، البالغ من العمر 33 عاما، يقدم رقصاته على نغمات موسيقى أغان لبنانية ومصرية. استطاع جذب أعدادًا كبيرة من المشاهدين، عندما قدم عرض راقص له بعنوان “بلدي يا واد”.

    الراقص الكسندر بوليكيفيتش من لبنان صاحب عرض بلدى يا واد

    يقول فى احدى تصريحاته الاعلامية: “فى مجتماعاتنا الشرقية، مهما كانت لدينا مبادىء وعادات شرقية، أو عادات ومفاهيم رجعية، إلا ان الشعوب الشرقية تعشق الاختلاف، لهذا أصبح يذيع صيتنا”.

    أما فى تركيا:

    الأمر فى تركيا، يأخذ نصيب الأسد من ازدهار مهنة الرقص الشرقى عند الرجال فى اسطنبول.

    الرقص الشرقى للرجال فى تركيا أصبح يزدهر بشكل كبير ومنتشر بين الشباب الأتراك

    نشرت الإذاعة الألمانية فى 2014، تقريراً مسجلاً بالصوت والصورة لأحد الشباب الأتراك، يعمل راقصًا شرقيًا فى أحد المسارح باسطنبول، أطلق دعوى لاعادة احياء للتراث والفن العثمانى، بروح أكثر عصرية من خلال تشجيع الرجال على الرقص الشرقى.

    فى سنغافورة:

    دارين هو، الحاصل على جائزة أفضل راقص شرقى فى العالم لعام 2013 من سنغافورة، والذى يفتخر بكونه راقصاً شرقياً شهيراً ولم ير أن ما يقوم به عيبا بل يعتبر نفسه فناناً يقدم لوناً محبوباً لدى قطاع كبير فى العالم.

    من سنغافورة ابدع دارين هو فى فنون الرقص الشرقى

    فى الهند:

    الراقص الهندى “إيشان هلال”، أصبح من أشهر محترفى الرقص فى الهند وذاع صيته فى العالم.

    ايشان هلال، شاب هندى احترف الرقص الشرقى

    فى النهاية، يؤمن الرجال الذين يمتهنون الرقص الشرقى، انه لا يجب أن يكون الإغراء، هدفًا أساسيًا في الرقص الشرقي، بل هو فن وفقط.. وهو ما يقومون به.