مدينة رشيد مدينة التاريخ وبلد المليون نخلة
كتب مجدي درويش مصر وناسهاهي مدينة مصرية تقع في أقصي الشمال من مصر، تُعد متحف مفتوح لأهم وأندر الآثار من مختلف العصور القديمة بدءً من العصور الفرعونية وحتى زمن محمد علي باشا، تتميز بإنها المدينة الأولي بعد القاهرة التي ما زالت تحتفظ في بعض أجزائها بتراثها المعماري التاريخي، وذلك بما تحتويه من آثار إسلامية ترجع إلى عصر الأتراك العثمانين، والتي تتنوع ما بين آثار مدنية ودينية وحربية ومنشآت خدمة اجتماعية، حيث تضم 22 منزلاً أثرياً، و12 مسجداً أثرياً، وبها عدد من الطواحين والحمامات والأبواب والقلاع.
أكتشف أعظم حجر تاريخي عُرف وأشتهر باسمها في عام 1799م أثناء الحملة الفرنسية على مصر بقيادة "نابليون بونابرت"، ويرجع ذلك الحجر الى العصر الفرعوني تحديداً عام 196 قبل الميلاد، وقد نُقشت عليه نصوص باللغة الهيروغليفية والديموطيقية واليونانية القديمة، واستطاع شامبليون أن يفك حروف تلك النصوص، ليكون المفتاح السحري الذي دخلت به الإنسانية إلى رحاب التاريخ المصري القديم.
يمر فيها فرع نهر النيل الغربي والذي سمي بإسمها ويصب في نهايته في البحر الأبيض المتوسط، ومن خلال هذا الحدث يمكن مشاهدة ظاهرة طبيعية فريدة من نوعها وهي نقطة التقاء مياه نهر النيل العذبة بمياه البحر المتوسط المالحة، وتوجد بتلك المدينة الملاحات التي يستخرج منها ملح الطعام والذي يحمل اسمها أيضاً.
نظراً لموقعها المتميز أصبحت مطمعاً للإستعمار، وتعرضت لحملتى فريزر ونابليون منذ القدم باعتبارها أولى البوابات على نهر النيل بعد الإسكندرية وتقع على ساحل البحر الأبيض المتوسط، وتحكي لنا قصة في التاريخ المصري سطرها الأهالي في مقاومة الغزاة للوطن والدفاع عنه بشتى الطرق المتاحة للمقاومة في تلك الفترة وإجبارهم على العودة مرة أخرى، والتسبب في فشل مخططهم لدخول مصر عبر بوابتها، وهذا ما حدث مع حملة فريزر الإنجليزية عام 1807م والهزيمة القاسية والخسائر الفادحة التي تكبدتها قوات الحملة في شوارعها عقب دخولهم المدينة.
شهدت تلك مدينة وعاصرت أجمل قصص الحب في التاريخ بين "زبيدة البواب" والقائد الفرنسي "جاك مينو" القائد الثالث للحملة الفرنسية والذي أشهر إسلامه ليتزوج بها، وسمي نفسه "عبد الله مينو".
اشتهرت تلك المدينة بزراعة النخيل، حتى سميت بـ "بلد المليون نخلة" فى نهاية تسعينيات القرن الماضي، وتزايدت أعداد النخيل خلال السنوات الماضية، وتعدت أعداد أشجار النخيل بها إلى مليونى نخلة، وتتميز عن غيرها من المدن بوجود أشجار النخيل فى الشوارع وأمام المنازل داخل المدينة، حيث إن زراعة النخيل كانت ولا تزال هى المهنة الأساسية التى يعمل بها جميع أهالى المدينة بجانب الأعمال الأخري.
أشتهرت أيضاً المدينة بصناعة الأقفاص والأسبتة المصنوعة من مخلفات جريد النخل وكذلك تشتهر بصيد الأسماك حيث تضم أسطول كبير من سفن صيد الأسماك من النيل ومن البحر الأبيض المتوسط، وفي المدينة 40 ورشة تصنع حوالي 1000 يخت سنويا وتصدرها للدول العربية.
يتميز المصيف بها عن باقى مصايف الجمهورية بإنه عبارة عن لسان من الرمال الصفراء والسوداء مما يعطيه طابع خاص ومميز، ويقع المصيف في المنطقة المحصورة بين النيل من ناحية الشرق والبحر المتوسط من ناحيتي الشمال والغرب.
تقع في جنوب المدينة منطقة رائعة ومميزة للرياضة والنزهة تعرف باسم منطقة "أبو مندور" عبارة عن تلال رملية مرتفعة عن سطح البحر بحولى 200 قدم، تأخذ شكل شبه جزيرة مثلثة، وبها مناظر طبيعية خلابة حيث مجري المياه والجزر الخضراء والتلال الرملية الناعمة، كما يمكنك على مرمي البصر أن تلمح آلافاً من أشجار النخيل الباسقة.
سُميت بإسمها الحالي في عهد العباسيين أيام الخليفة المتوكل، نسبة إلى "هارون الرشيدي" وبنيت على أنقاض مدينة فرعونية اسمها "راشيت"، هل عرفتم ما هي؟ أنها مدينة رشيد مدينة التاريخ وبلد المليون نخلة، وقد أطلق لقب "بد المليون نخلة" أيضا على "مملكة البحرين" وهي الوحيد على مستوي الخليج العربي التي إتخذت هذا اللقب.