”أبو السينما المصرية” صاحب الألف وجه أصيب بالشلل من إجادة التمثيل.. فمن هو ؟
كتب مجدي درويش مصر وناسهاهو الفنان الكبير " حسين رياض "، القادم من السيدة زينب بخليط يجمع ما بين الوالد ابن المنطقة الشعبية المصرية الأصيلة، والأم السورية التي جاءت من بلاد الشام، كيف نجح "رياض" في حصد كل هذه المحبة في قلوب المصريين طوال عقود طويلة وأجيال مختلفة؟،
هو «حسين محمود شفيق» الذي نعرفه باسم حسين رياض ، صاحب رصيد فني حافل، تتجاوز أدواره السينمائية حاجز الـ200 فيلم، بالإضافة إلى ما يزيد على 250 مسرحية، لقبوه ب أبو السينما المصرية ، للإجادة التي قدمها في أدوار الأب، والتي أتعبت كل من جاء بعده في محاولة اللحاق به.
ولد حسين رياض فى حي السيدة زينب فى 13 يناير عام 1900م، مغامرتة الفنية كانت بدايتها من المسرح، حيث صنع هناك نجوميته التي فتحت الطريق له على مصراعيه لدخول الفن السابع بعد ذلك من الباب الملكي،
حكاية رياض مع المسرح كان الفنان الكبير يوسف وهبي لاعبا رئيسيا فيها، فعندما افتتح يوسف وهبي مسرح (رمسيس) في أوائل عام 1923، انضم حسين رياض لفرقة رمسيس، حيث صنع بمصاحبة وهبي مجدا مسرحيا كبيرا، كان يوسف وهبي يؤمن إيمانا مطلقا بقدرات حسين رياض الفنية الخارقة، وقال عن رياض "في المستطاع أن تسند إلى حسين رياض أي دور وأنت مغمض العينين"، وقد عمل "رياض" في فرقة (فاطمة رشدي) لعدة سنوات، كما انضم عدة فرق مسرحية كبيرة منها، فرقة الريحاني، ومنيرة المهدية، وعلي الكسار، وعكاشة، واتحاد الممثلين.
قدم حسين رياض ما يتجاوز 150 مسلسلا إذاعيا مستغلا قدراته الصوتية الكبيرة التي رسخت لحقيقة موهبته كفنان شامل، وهو ما جعل الزعيم الراحل جمال عبد الناصر يتوجه بوسام الفنون عام 1962م، كما احتفلت جمعية كتاب ونقاد السينما بمئويته بمشاركة الفنان حسن يوسف وعمر الحريرى ونور الشريف ونادية لطفى وماجدة.
موهبة رياض كانت واضحة منذ نعومة أظافره وهو ما جعله يشتهر بلقب "صاحب الألف وجه"، والده تاجر الجلود وأمه السورية التفتا إليها مبكرا، ولذلك بدأت تجربته مع التمثيل خلال دراسته الثانوية، وانضم مع شقيقه الفنان "فؤاد شفيق" لفرقة عبد الرحمن رشدي في شبابهما، وعندما دخل " حسين رياض " الكلية الحربية اضطر إلى مغادرتها بعد ذلك ليحترف الفن، عندما شارك أصدقاءه يوسف وهبي وأحمد علام وعباس فارس وحسن فايق في العمل على فرقة "هواة التمثيل المسرحي" كانت مسرحيتهم الأولى "فقراء قريش" دافعا للفنان المسرحي الكبير "عزيز عيد" أن يقدم النصيحة ل حسين رياض أن يهب حياته للفن، وهذا هو ما جعله يقرر ترك الكلية الحربية.
اقرأ أيضاً
الإجادة الفنية والإخلاص في العمل التي صاحبت "رياض" طوال حياته، كانت مصدرا للمتاعب الصحية التي تعرض لها، تحكي ابنته "فاطمة" خلال إحدى اللقاءات التليفزيونية مع الإعلامية لميس الحديدي، أن والدها أصيب بالشلل بسبب دوره في فيلم "الأسطى حسن" عام 1952، وذكرت أنه أصيب بالشلل في الجزء الأيمن من جسده في ذراعه وساقه كما كان دوره في الفيلم، عندما كان يقدّم شخصية لرجل أصبح عاجزا، ويجلس على كرسي متحرك، وبسبب تقمّصه الشديد للدور أصبحت حالته تُشبه حالة الشخصية التي يقدّمها، إلا أن زوجته قامت بالتدخل السريع وقتها حتى لا تتفاقم الأزمة الصحية أكثر من ذلك.
كان حسين رياض عاشقا للثقافة والفن، وكان يعقد في منزله صالونا ثقافيا أدبيا شعريا بشكل دائم، كان الصالون يشهد حضور الشاعر إبراهيم ناجي وإمام الصفتاوي والموسيقار عبده صالح والفنانة زوزو حمدي الحكيم والفنانة زينب صدقي وغيرهم من نجوم الثقافة والفن والأدب.
توفي حسين رياض في يوم 17 من شهر يوليو عام 1965م، قبل أن يكمل فيلمه الأخير (ليلة الزفاف)، وجاء رحيله اثناء العمل بعد أن أصيب بأزمة قلبية.
الميلاد: 13 يناير 1900
الوفاة: 17 يوليو 1965