الجمعة 22 نوفمبر 2024 10:48 صـ
مصر وناسها

    رئيس مجلس الإدارة محمد مجدي صالح

    غطاطي للإطارات
    المقالات

    مجدي درويش يكتب عن نبى الله عيسى ” الجزء الأول ”

    مجدي درويش
    مجدي درويش

    يحتفل الأخوه الأقباط فى هذه الأيام بعيد الميلاد حيث يعتبر هو ثاني أهم الأعياد المسيحية على الإطلاق بعد عيد القيامة، ويمثل تذكار ميلاد السيد المسيح، ورغم أن الكتاب المقدس لا يذكر تاريخ أو موعد ميلاد السيد المسيح فإن آباء الكنيسة قد حددوا الموعد بهذا التاريخ، كذلك فقد درج التقليد الكنسي على اعتباره في منتصف الليل، ويذكر أيضا، أنه قبل المسيحية كان يوم الخامس والعشرين من شهر ديسمبر كان عيدا وثنيا لتكريم الإله الروماني سول إنفكتوس الذي يرمز للشمس، ومع عدم التمكن من تحديد موعد دقيق لمولد السيد المسيح فقد حدد آباء الكنيسة عيد سول إنفكتوس كموعد الذكرى، رمزا لكون المسيح هو شمس العهد الجديد، ونور العالم، وعيد الميلاد هو احتفال ديني وثقافي بين مليارات البشر حول العالم، ويترافق مع عيد الميلاد احتفالات دينية وصلوات خاصة للمناسبة عند أغلبية المسيحيين، واجتماعات عائلية واحتفالات اجتماعية أبرزها وضع شجرة عيد الميلاد وتبادل الهدايا واستقبال بابا نويل وانشاد الترانيم الميلادية وتناول عشاء الميلاد.

    ولدى هذه العادات الاحتفالية المرتبطة بعيد الميلاد في العديد من البلدان أصول من العصور ما قبل المسيحية وأصول علمانية بالإضافة للأصول المرتبطة بالمسيحية، وتحتفل أعداد كبيرة من غير المسيحيين ثقافيا بالعيد أيضا، وهو عطلة رسمية في أغلب دول العالم، وهكذا فيعتبر عيد الميلاد هو ثاني أهم وأبرز الأعياد المسيحية ويأتي بعد عيد القيامة من حيث المكانة التاريخية الخاصة، وينسب عيد الميلاد إلى مولد السيد المسيح وهو بمثابة تذكار لهذا الحدث الذي تعتبره الكنائس المسيحية هو مولد مخلص الأمة من الظلمات، ويعتبر عيد الميلاد هو احتفالا لتخليد ماكان قبل قدوم المسيح وما بعده، فقد قسم التاريخ لتعرف الأحداث ما قبل الميلاد وما بعده، وتحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بهذا العيد في السابع من شهر يناير من كل عام، وقد استمر هذا العيد يلقى احتفالا عالميا في اليوم الخامس والعشرين من شهر ديسمبر سنويا نظرا لما أقره مجمع نيقية المسيحي والذي أصدر عام ثلاثه مائة وخمسة وعشرين هذا التاريخ للاحتفال بعيد الميلاد.

    وكذلك فلم تحدد الكتب المسيحية عبر التاريخ مولد ميلاد السيد المسيح إلا أن مجمع نيقية حين اجتمع أصدر هذا الموعد، وقد درج التقليد الكنسي على اعتباره في منتصف الليل، كما ورد هذا الحدث في إنجيل بالقرن الثالث على أنه قد تم في منتصف الليل، ونحن المسلمين واجب علينا معرفة نبي الله عيسى عليه السلام وعقيدته التي بُعث بها ودعوته لقومه، لأننا نؤمن به وبكل الرسل وبكل الكتب السماوية والواجب على المسلم أن يتعرف على السيد المسيح عيسى عليه السلام، من خلال القرآن الكريم والسنة النبوية المشرفة، حتى نستطيع دعوة العالم للتعرف على نور الإسلام وشموليته، وأنه دين الحق الذي نزل لهداية البشرية جمعاء، وإن من رسل الله الذين جاؤوا لهذه الغاية النبيلة، والمهمة العظيمة، فاصطفاه الله تعالى من بين خلقه وهو نبى الله عيسى ابن مريم بنت عمران روح الله وكلمته التي ألقاها إلى الصديقة الطاهرة العفيفة مريم عليهما السلام، وهو آخر أنبياء بني إسرائيل سلام الله عليهم أجمعين، فإن قصة الاصطفاء تبدأ من عمران وهو أحد علماء بني إسرائيل وأخيارها.

    وكانت زوجته عقيمة وكانت زوجة صالحة، فنذرت إن هي حملت لتجعلن ولدها محررا لله تعالى خالصا لخدمة بيت المقدس، فحملت بمريم عليها السلام، كما في سورة آل عمران، وبعد وفاة عمران أصبحت مريم عليها السلام في كفالة زكريا عليه السلام، وهو زوج خالتها الذي اتخذ لها مكانا في المسجد تعبد الله فيه، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى الله عليه وسلم عن مريم بنت عمران عليها السلام "خير نساء العالمين مريم بنت عمران وخديجة بنت خويلد" وهذا الحديث متفق عليه، وعن أبي هريرة رضي الله عنه، مرفوعا "كل مولود من بني آدم يمسه الشيطان بإصبعيه إلا مريم بنت عمران وابنها عيسى عليهما السلام" رواه البخارى، ولقد كان من كرامة الله لمريم عليها السلام أن الملائكة كانت تأتي إليها لها لتثبيتها وتهيئتها، وبيان اصطفائها على نساء العالمين، فكانت سلام الله عليها مِن خير نساء العالمين، عابدة لربها، قانتة لخالقها، حافظة لفرجها، وقد بشرت الملائكة مريم الصديقة بأنه سيكون منها ولد ذو شأن ومكانة في الدنيا والآخرة.

    اقرأ أيضاً

    وبينت لها من صفاته ما يثبتها ويهيئها، وعندما كانت مريم عليها السلام في يوم بعيدة عن أهلها أرسل الله إليها جبريل عليه السلام على هيئة رجل سوى، يبشرها بأنها ستنجب ولد، فما كان منها إلا العجب والاستغراب، وكان المنادي جبريل على الأظهر، ثم ذكر الله عز وجل لنا شيئا مما حدث بعد ذلك، وأنجبت السيده مريم عليها السلام السيد المسيح، وعاش عيسى وأمه في منطقة قد هيئها الله لهما كرامة منه وعناية ولطفا، ذات مكان مرتفع، من صفاته أنه ذو قرار، أي مكان مستو فيه الثمار وما يدعو للاستقرار فيه، ومعين، أي ماء جار على وجه الأرض، وأما تحديد المكان، فمختلف فيه، فقيل هو الرملة في فلسطين، وقيل هو بيت المقدس، وقيل هو دمشق، وأيّا يكن، فالله عز وجل قد اصطفاه وهيأه لمهمة عظيمة، فقد كان بنو إسرائيل في الضلال غارقين، وعن دعوة نبى الله موسى عليه السلام منحرفين، فكان عيسى عليه السلام رسولا إليهم مصدقا لما بين يديهم، داعيا إلى الحق وإلى صراط مستقيم، وقد أيد الله تعالى، عبده ورسوله عيسى عليه السلام بآيات باهرة.

    ومعجزات ظاهرة، تأييدا وتصديقا، وكما هو شأن بني إسرائيل مع رسلهم السابقين، فقد كذب عيسى أكثرهم، وما آمن معه إلا قليل، وإن نبى الله عيسى عليه السلام هو رسول من عند الله تعالى وقامت دعوته على توحيد الله، فالرسل جميعا دعوا إلى ذلك، وفي رسالة نبى الله عيسى التصديق بمن سبقه من الرسل وما نزل من الكتب، وفي رسالته عليه السلام، التبشير برسول يأتي من بعده يخلص الناس من الضلال، وفي رسالته عليه السلام، الحكم بين الناس بما علمه الله من الحكمة، وفي رسالته عليه السلام نسخ بعض الأحكام الشرعية التي كانت قبله تخفيفا، وفي رسالته عليه السلام لا وساطة بين الخالق والمخلوق في الدعاء والعبادة، وفي رسالته عليه السلام القيام بالعبادات، وفي رسالته حسن المعاملة والأخلاق الفاضلة، وفي رسالته الرحمة لمن أرسل إليهم، فهذا هو سيدنا المسيح عيسى بن مريم بنت عمران، روح الله وكلمته ألقاها إلى مريم، وآخر أنبياء بني إسرائيل، وهو عيسى بن مريم نسبه إلى أمه لأنه مولود من غير أب، وقد قيل أنه سُمي المسيح لمسحه الأرض.

    وهو سياحته فيها، وفراره بدينِه مِن الفتن في ذلك الزمان، لشدة تكذيب اليهود له، وافترائهم عليه وعلى أمه، عليهما السلام، وقيل لأنه كان ممسوح القدمين، وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال، قال النبى صلى الله عليه وسلم " رأيت عيسى وموسى وإبراهيم، فأما عيسى، فأحمر، جعد، عريض الصدر" رواه البخارى وعن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال " الأنبياء إِخوة لعلات، ودينهم واحد، وأمهاتهم شتى، وأنا أَولى الناس بعيسى ابن مريم، لأنه لم يكن بيني وبينه نبي، وإنه نازل، فإذا رأيتموه فاعرفوه، فإنه رجل مربوع إلى الحمرة والبياضِ، سبط كأن رأسه يقطر وإن لم يصبه بلل بين ممصرتين، فيكسر الصليب، ويقتل الخنزير، ويضع الجزية، ويعطل المِلل حتى تهلك في زمانه المِلل كلها غير الإسلام، ويُهلك الله في زمانه المسيح الدجّال الكذاب، وتقع الأَمنة فى الأرض حتى ترتع الإبل مع الأسد جميعا، والنمور مع البقر، والذئاب مع الغنم، ويلعب الصبيان والغلمان بالحيّات، لا يضر بعضهم بعضا، فيمكث ما شاء الله أن يمكث، ثم يُتوفى، فيُصلي عليه المسلمون ويدفنونه"